الغفران ليس الضعف والخنوع:

  رائعةُ الصورة الحقيقية للغفران التي يقدمها المسيح لتابعيه كأحد مبادئ ملكوت الله الذي جسده بنفسه على الأرض. لكنَّ البعض قدم صورةً مشوهة لهذه الدعوة على أنَّها تُأصّل لإنسانٍ ضعيفٍ يترك حقه للآخرين طلبًا للسلامة. إنسانٌ لا يحب أنْ يدخل في جدلٍ أو خلافٍ مع أحدٍ مهما كانت خسائره، لا يذهب للمحاكم القانونية إذ لزم الأمر، بل مَنْ أراد ثوبه، حتى لو بالقوة يتركه له ومَنْ يسخره ميلًا يمشي معه أثنين. صورةُ إنسانٍ خانع يتوارى خوفًا أو سلبًا خلفَ مبادئٍ التسامح والغفران والمحبة المسيحية. في الحقيقة، ليست هذه أبدًا صورة المسيحي التي قصدها المسيح بتعاليمه السامية، بل صورة مشوهة صدّرها البعض للتعليم المسيحي دون فحصٍ أو محاولةٍ رؤية الصورة الكليّة التي قدمها يسوع عن المؤمن الحقيقي الذي يعيش بحسب وصية الله.

    تصدمنا وصية المسيح الأولي لتلاميذه بعدما أختارهم بهذه الكلمات

 "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا، بَلْ سَيْفًا."[1]

وقبل أن يذهب البعض للتطرف الآخر ظننًا أنَّ المسيح يدعو للعنف، أذكّر بأنَّ كل رسالة المسيح لم يكن جوهرها لحظة واحدة سوي المحبة والسلام، بل هو الذي قال بصورة مباشرة

 "كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ."[2]

أما ما قصده يسوع بالقول ما جئتُ لألقي سلامًا، بل سيفًا، فقد فسره في الأعداد التالية مباشرةً،

 "فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا ... وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي."[3]

   ما يريد المسيح أنْ يعلمّه هنا أنه جاء لمقاومة الشر والكراهية والعنف والظلم الذي ساد العالم بعد أنْ فسدت الخليقة الأولي، وأنَّه جاء لينقل البشرية لخليقة جديدة. أما هذه الارساليّة، فلا يستطيع أنْ يحملها إنسانٌ ضعيف خانع، بل إنسان قوي قادر علي مواجهة الشر وتحديات الحياة المختلفة مهما كانت حتى الموت. إنسانٌ يدركُ أنَّه يحمل صورة الله، له حريّة الإرادة وله كرامة وكيان ووجود ودور، يعامله الله كابنٍ وشريك ويثق فيه لمواجهة مواقف الحياة المختلفة مِنْ موقع قوةٍ لا تنفيها المحبة وكرامة لا يمكن أنْ يمحوها التسامح.

    بسبب شر العالم وأنانيته، يظنْ إنسان هذه العصر أنَّ القوة تكمن في العنف والسيطرة والامتلاك حتى علي حساب الآخرين. منطقيٌ إذًا، أنْ يظن عالم اليوم أنَّ الدعوة للحب والسلام والعدل دعوة ضعفٍ وخنوعٍ واستسلام. والمسيحية التي يعلنها المسيح بوضوحٍ لتلاميذه، تدعو للحب والسلام من موقع القوة وليس الضعف، فالضعف الحقيقي هو الاستسلام للكراهيّة والعنف والشر التي وُلِدت جميعُها في رحم أنانيّة الإنسان وانحصاره في ذاته على حساب كلّ مَنْ حوله. أما القوة الحقيقيّة فليست استخدام العنف، بل مقاومة الشر بالخير، الكراهيّة بالحب، والعنف بالسلام. بهذه التعاليم الساميّة، يحدد المسيح ملامح الإنسان الجدير بإتباعه، إنسان مستعدٌ للتخلي بكلّ قوة وإرادة عن أي شيء يعطل محبته لله التي تتجسد في محبته لكلّ الناس. إنسانٌ قادرٌ أنْ يتخذ قرارات حاسمة تجاه كلّ علاقة تقوده للشر أو المخاصمة أو الكراهيّة، حتى لو كانت علاقته بأسرته أو بأهل بيته. إنسانٌ مثل هذا، الذي يدعو له المسيح، لا يمكن إلا أنْ يكون ناضجًا حكيمًا قويًا، يعرفُ أولوياته، لا تقوده الأهواء أو ردود الأفعال، بل تحركه مبادئ ملكوت الله التي تجسدت في سيده المسيح.

    بنفس المنطق قدم البعض رؤية مشوهة عن موقف المسيحية من العنف الذي يجتاح عالم اليوم، ظانين أنَّ دعوة السلام والغفران التي نادى بها المسيح أضعف كثيرًا مِنْ مواجهة هذا العنف الذي يحرق العالم. وبنفس عمق الفكر والرؤية، يقدِم المسيح موقفًا فريدًا في مقاومة العنف. فبينما يتجه كثيرٌ مِنْ الأديان والفلسفات لمواجهة العنف بالعنف، الأمر الذي لا يمكن أنْ يكسر دائرة الشر في العالم، يقدم المسيح علاجًا عبقريًا ليس لطرق مواجهة العنف أو السيطرة عليه، بل لاقتلاع جذور الضغينة والانتقام مِنْ داخل الإنسان. إن دعوة المسيح للتسامح والغفران ليست ضعفًا كما يظن البعض وليس مِنْ موقع غير القادر، بل مِنْ موقع أنَّ الذي يغفر يقاوم الانتقام، أي يقاوم الشر، ولا يقاوم الشر في العالم سوي القوي الذي يستمد قوته الحقيقية مِنْ إله الخير والحب والسلام.

    في يقيني، لم يأتِ إنسانٌ، نبيٌ، أو حتى وحيٌ، بمثل ما قدم المسيح مِنْ مبادئ وأخلاقيات لملكوت الله في بداية إرساليته على الأرض. أنظروا لعظمة وسمو هذه الكلمات في مقاومة العنف،

 

"سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ."[4]

 

   وأود هنا أن أشير لبعض النقاط الهامة في هذا النص الفريد.

   أولًا، قول المسيح، "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ،" يعني أنَّ ما جاء به ليس له مثيلٌ مِنْ قبل. هو لا يقدم شرائع وقوانين فوقيّة، إنَّما يأتي بمبادئ تتلامس مع ضمير الإنسان وكيانه الداخلي فيعيشها فتغيره وتغير العالم مِنْ حوله.

   ثانيًا، يُوضِح المسيح أنَّ صور العنف التي يمارسها العالم تشمل كلّ حياة الإنسان، فالاعتداء على البدن متمثلًا في مَنْ يضرب الخد، والاعتداء على الممتلكات في مَنْ يأخذ ملابسي، والاعتداء على المشاعر في مَنْ يسخرني لخدمته دون مقابل. وأتصور أنَّ المسيح قدم صور العنف بهذا التفصيل ليُعلِن تضامنه الكامل مع كلّ مُعتَدى عليه، مؤكِدًا أنَّ العنف يُهدِد عطيّة الحياة التي لنا مِنْ الله، بل ليُعلِن رفضه التام لأنْ يُسلِم أحدٌ حياته لمَن يدمرها بهذا الشكل المهين. لكنَّ المسيح أيضًا وهو يقدم هذه المظاهر الشريرة، كأنَّما يتساءَل، "نعم هذه أمورٌ شريرة وغير مقبولةٍ بالمرة، إنَّما، هل مواجهةُ هذا العنف المقيت بالعنف هو الحل!" ومتي كان استخدام العنف والشر حلًا لعلاج كارثة العنف والشر في العالم، ليس على مستوي الأفراد فقط، بل على مستوي المجتمعات والحكومات! لقد حاول موسى في العهد العتيق أنْ يحمي أخيه الإسرائيلي مِنْ المصري الذي كان يحاول قتله، فما كان مِنْ موسى إلا أنْ قتل المصري. هل كان ما فعلَ موسي حلًا! في الحقيقة لقد زاد موسي الأمور تعقيدًا فهَرب وظلّ في الصحراء أربعين سنةً قبل أنْ يرسله الله مِنْ جديد بالوداعة والسلام والحوار ليطلق شعب إسرائيل مِنْ عبوديّة فرعون. ولقد حاولتْ أمريكا السيطرة على عنف العراق باستخدام القوة والعنف ففشلت، مثلما حاولت أنْ تسيطر على عنف أفغانستان وفشلت، وغيرها مِنْ النماذج التي لا نهاية لعددها، التي فيها لم ينجح العنف ولو مرةً واحدةً في علاج مشكلة العنف.

    ثالثًا، كانت بصيرةُ المسيح وحكمته ترى أنَّنا عندما نمتص هجمة العنف الأولي بالمحبة والتسامح، فإنَّ ذلك يفتح باب الحوار والتفاهم. ليس هو ضعفًا أو خنوعًا، وليس موقف المهزوم الذي يرى أنَّه ما باليد حيلة، إنَّما موقف القويٍ الذي يملك سلطان تغيير الشر للخير بقوة الحب المستمد مِنْ الله. ولو دققنا النظر في هذه المبادئ، لرأينا جليًا أنَّ المسيح لا يقدم تبريرًا لعنف الآخرين ولا يدعو أبدًا للاستسلام لشرورهم وأنانيتهم، بل يدعو لتفهّم دوافعهم واحتياجاتهم. هو ببساطة يقول لنا أنَّ شرَ الإنسان لا يأتي هكذا مِنْ فراغٍ، بل وراء كلّ فعلٍ عنيفٍ أفكارٌ ودوافعٌ واحتياجات، وبدلًا مِنْ لوم الجاني والانتقام مِنْه، ابحثوا عن الأسباب والدوافع التي قادته لاتخاذ مِنْ العنف وسيلة للتعبير عن احتياجاته الدفينة. أما ردّ العنف بالعنف فلنْ يتيح لنا فرصة مطلقًا للتلامس مع الإنسان العميق الضعيف المحتاج. لهذا السبب وبعد دعوته للغفران، يُكمِل المسيح مباشرة، "مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ."[5] أي سموٍ!

    رابعًا، وليس ممارسة هذا الحب والتسامح كمنهج لمقاومة الشر يهدفُ لإصلاح المُعتدِي فقط بعد أنْ نتلامس بالحب مع احتياجاته ودوافعه الدفينة، إنَّما يهدفُ أيضًا أنْ نكون مثل أبينا السماوي

 "لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ."[6]

فالإله الذي تقدمه المسيحية إلهُ حبٍ لا كراهيّة، إلهُ غفرانٍ لا انتقام، إلهُ رحمةٍ لا دينونة، بل هو أبٌ محبٌ راعٍ لكلّ أبناءه البشر، لا يفرّق في عدالة توزيع محبته على الجميع، على أي أساسٍ، بل، يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ."[7]

    النظرةُ الشاملةُ لتعاليم المسيح، ترسمُ لنا بوضوحٍ موقفه الحقيقي ضدَ العنف بكلّ صوره. لكنَّها تعاليمٌ تأخذنا أكثر سموًا لرفض حتى العنف اللفظي الذي لا تكترث أغلب المجتمعات به، عندما يساوي بين الغضب المفرط والقتل

"قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ."[8]

تَقِفُ تعاليم المسيح نورًا ساطعًا ضد الظلم والقهر والاعتداء على حقوق الغير بالشر والعنف بكلّ أشكاله. الاختلاف الذي يحاول البعض تجاهله هو أنَّ منهج المسيح في علاج العنف والشر يذهب أعمق مِنْ مجرد علاج مظاهر الشر أو إيجاد آليةٍ لإيقافه مهما كانت نتائجها. إنَّما المسيح يريد أنْ يقتلع العنف والشر مِنْ جذوره، ويعرف أنَّ علاج المظاهر ليس علاجًا، الحقيقةُ التي أثبتتها آلاف الحروب على مر التاريخ البشري، بل يعرف أنَّ إيقاف العنف بالعنف ومقابلة الشر بالشر يدخل الأفراد والمجتمعات في دوائرٍ أكبر وأعنف مِنْ الشر تستمد وقودها دائمًا مِنْ الضغائِن والرغبةِ العارمةِ في الانتقام التي تملأ نفس الإنسان مِنْ الداخل. يعتمدُ منهج المسيح على اقتلاع الكراهيّة والانتقام مِنْ أعماق الإنسان، الأمر الذي يستحيل الوصول له بالعنف أو القوة المقابلة، بل بالحب والتسامح والغفران مع فتح أبواب العتاب المحب والحوار غير المنقطع.

    يبقي لي أنْ أرسُم لكم هذا الموقف الأخير الذي جَسّده المسيح وقت محاكمته قبل الصليب، ليتحدث دون تعليقٍ على منهجه الفريد. كان المسيح يرد على اتهاماتِ رئيس الكهنة بكلّ احترامٍ ومحبة إنَّما بالحق والمنطق. ويبدو أنَّ أحد الخدام أرادَ أنْ يُرضى رئيس الكهنة فقام بلطم المسيح على وجهه. فما كان مِنْ المسيح إلا أنْ عاتبه بنفس المحبة والوداعة وبنفس المنطق والحق أيضًا

"إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟"[9]

 

 

لقراءة الجزء: الأول، الثاني

هذه السلسلة تحكي عما نؤمن به كمسيحيين تحت عنوان القصة المسيحية في مراحلها المختلفة، ويمكنك قراءة باقي الأجزاء من هنا:

 الخلق والسقوط، العهد، الحل، التجديد

 


    [1] مت ١٠: ٣٤.

    [2] مت ٢٦: ٥٢.

    [3] مت ١٠: ٣٤-٣٩.

    [4] مت ٥: ٣٨-٤٨.

    [5] مت ٥: ٤٢.

    [6]  مت ٥: ٤٥.

    [7]  مت ٥: ٤٥.

    [8]  مت ٥: ٢١-٢٢.

    [9] يو ١٨: ٢٣.