التوقُّعات التي أوجدها العهد القديم بشأن مستقبل وظيفة النبي هي على نوعين أساسيين. فمن ناحية، وُجِدت بعض التوقُّعات بسبب طبيعة التطوُّر التاريخي للوظيفة. ومن ناحية أخرى، فقد خُلِقت توقُّعات أخرى من خلال نبوّات مُحدّدة بشأن أنبياء مستقبليين. سننظر إلى هذين النوعين من التوقُّعات بدءاً بتلك المبنية على التطوُّر التاريخي لوظيفة النبي.


التطور التاريخي

لأنَّ علاقة الله بالبشر كانت دائماً محكومة بعهوده، فقد كان هناك دورٌ للأنبياء بشكلٍ دائم بأن يذكّروا الناس ببنود هذه العهود. ولكن عبر التاريخ، حدثت في بعض الأحيان تغيّراتٌ في هذا الدور. فبحدوث تغيُّرات في ملكوت الله وبنموّه عبر التاريخ، تغيّر دور الأنبياء ليلبّي الحاجات المتغيّرة.

سننظر إلى دور الأنبياء خلال أربع مراحل في التاريخ، بدءاً بالحقبة التاريخية التي سبقت وجود ملك في إسرائيل، وسندعوها بفترة ما قبل الملكية.

 

ما قبل الملكية.

هذه هي الفترة الزمنية التي عقد فيها الله عهوده مع آدم ونوح وإبراهيم وموسى. في بداية فترة ما قبل الملكية، لم يكن ملكوت الله قد فُصِل عن بقية العالم في أمّةٍ أو دولةٍ مُعيّنة. وحتى حين أُفرِزت الأمّة وحُدّدت في زمن إبراهيم، لم يكُن لها ملك. في تلك الفترة من الزمن، كان الأنبياء يقومون بعدة مهمات، وكانوا يُدعون بعددٍ من الألقاب الوصفية. يمكِننا بشكلٍ عام أن نقول إنهم كانوا يتكلّمون مع الله، ويتلقّون رؤى، ويحاسبون البشر بما يختصّ بعهود الله وفي ضوئها.

فمثلاً، حين خلق الله العالم، كان يتكلّم مباشرةً مع آدم وحواء، وكانا ينالان إعلان الله بالسير معه والحديث معه، كما نقرأ في تكوين 2 و3. وقد قام آدم وحواء بدورهما النبوي بتعليم أولادهما عن الله وعهده. كما كان لبعضٍ من نسلهما علاقة شبيهة بالله، مثل أخنوخ الذي يُذكَر في تكوين 5: 24.

وفي ذلك الزمن الباكر، تكلّم الله مباشرة مع نوح أيضاً، كما نقرأ في تكوين الفصول السادس إلى التاسع. ولكنّه دعا نوحا أيضاً للتنبُّؤ بدينونة العهد للعالم لأن العالم أخطأ جداً بحق الله، كما علّم بطرس في 2 بطرس 2: 5. بالإضافة إلى ذلك، فقد عمل نوح عملاً نبوياً أمام الجميع تمثَّل ببناء الفلك وملأه بكل الحيوانات ليؤكّد رسالة الدينونة التي أعلنها.

كما تكلّم الله مباشرةً مع إبراهيم، وأعلن له خططه بشأن المستقبل. من خلال أحاديث إبراهيم مع الله وإعلانه هذه الأحاديث للآخرين، قام إبراهيم بدورٍ نبوي، ونرى هذا الدور في أماكن مثل تكوين 20: 7. كما خدمت ذُرِّيَّة إبراهيم، إسحق ويعقوب ويوسف، كأنبياء لله. فقد كانوا يتلقّون أحلاماً ورؤى من الله، وكانت الملائكة تزورهم. وكل واحدٍ من هؤلاء الأنبياء جعل الناس مسؤولين أمام عهد الله من خلال إعلان كلمته لهم، وبحثِّهم على الأمانة للرب.

وفي أيّام موسى، نجد فترةً بارزةً ومهمةً أخرى للنشاط النبوي في حقبة ما قبل الملكية. بحسب كتاب العدد 12: 6، فإن موسى نفسه كان نبي الله الأبرز في ذلك الوقت. في هذه الفترة من التاريخ، أعطى الله شعبه عهداً مكتوباً على شكل عشر وصايا و"كتاب العهد" في خروج 20: 23. وصارت مسؤولية موسى أن يدير هذا العهد ويعزّزه من خلال شرحه للشعب، وحُكمهم بحسب بنوده، وحثّهم على أنْ يكونوا أمناء لله حتى ينالوا بركات العهد بدلاً من الدينونة. إستمرّ الأنبياء الذين عاصروا موسى وأتوا بعده بالقيام بهذه الوظائف، مع أنّه لم يتمتّع أيٌّ منهم بمدى خدمة موسى أو تأثيره وسلطته.

مع أن وظيفة النبي كانت واسعة الانتشار في فترة ما قبل الملكية، فقد صارت رسميةً ومُنظّمة بشكلٍ واضح في أيام الملكية، بعد أن استقرّ شعب إسرائيل في الأرض الموعودة، وكانوا يعيشون تحتَ سلطة ملك.

 

الملكية.

بدأت الحقبة الملكية بشاول، أول ملكٍ في إسرائيل. ولكنّها تُربَط أكثر بخليفة شاول، داود ونسله. خلال الحقبة الملكية، صارت وظيفة النبي متركّزة في مناطق النفوذ المركزية، خصوصاً بلاط الملك ومدينة أورشليم، وزاد عدد الأنبياء. وإذ كان الملك هو نقطة الاتصال المركزية في شعب الله، فقد كان عمل الأنبياء تذكير الشعب ببنود عهد الله. يتمّ هذا عادةً من خلال اتّصالهم المباشر بالملك.

في هذه الفترة، كان دور الأنبياء الرئيسي تذكير الملوك وموظّفي البلاط بواجب الأمة بأن يعبدوا الله ويخدموه بأمانة. فمثلاً، تدوّن كتب الملوك وأخبار الأيام الثاني الكثير من التواصل والتعامل بين الأنبياء وملوك إسرائيل ويهوذا. ومع هذا، فقد استمرّ الأنبياء في أن يكلّموا الشعب عموماً، مذكِّرين إياهم بمتطلّبات عهد الرب وبعواقب سلوكهم. كما أمر الأنبياء الأمم المجاورة بأن تعيش في سلام مع إسرائيل ويهوذا.

 

السبب وراء إشارة الكِتاب المُقدَّس إلى إسرائيل ويهوذا كمملكتين مختلفتين – بالطبع هما مملكة واحدة في الأصل، لكن لم تلبث المملكة أن انقسمت إبان حكم رحبعام ابن سليمان. وهذا حدث حوالي عام تسعمئة وعشرين قبل الميلاد تقريباً، وكان للمملكة الشمالية عشرة أسباط، أما الجنوبية فلها اثنان فقط.  دعيت المملكة الشمالية إسرائيل. والسبط الأكبر كان أفرايم، لكن العشرة أسباط دعوا إسرائيل. أما الجنوبية فدعيت يهوذا، وهو السبط الأكبر هناك، وكانت أورشليم العاصمة في يهوذا.

 د. فرانك باركر

 

بعد عهد سليمان، كان هناك انقسام بين المملكة الشمالية والمملكة الجنوبية. وقد أشير إلى المملكة الشمالية بإسرائيل، وكان لهم مركزهم الرئيسي الخاص للعبادة. ثم المملكة الجنوبية ويشار إليها بيهوذا. وبعد هذا الانقسام في المملكتين تجد الأنبياء يذهبون إلى أماكن مختلفة، مثلاً هوشع كان نبياً لإسرائيل، وإشعياء الذي كان نبياً ليهوذا. وبالتالي كان هناك حقبات مختلفة في الخدمة مرتبطة بهاتين المملكتين المنشقتين في الشمال والجنوب.

 د. مارك غينيليت

للأسف، لم يطِع ملوك إسرائيل ويهوذا وشعوبهم الأنبياءَ. ونتيجةً لهذا، تعرَّضوا للعنة العهد بسبيهم من الأرض الموعودة.

 

السبي.

فسُبي شعب المملكة الشمالية، مملكة إسرائيل عام 723 قبل الميلاد إلى أشور. وسُبي شعب مملكة يهوذا الجنوبية عام 586 قبل الميلاد إلى بابل.

استمرّ عمل وظيفة النبي موجّهاً نحو ملوك شعب الله، حتى خلال السبي. ولكن في هذه المرحلة من التاريخ، لم يكُن هناك ملك، ولذا كان التشديد على استرداد المَلك والمُلك لشعب الله.

ولتحقيق هذا الهدف، حثَّ الأنبياء شعب الله على التوبة عن خطاياهم، والعودة للأمانة للعهد حتى يمنحهم الله بركات عهده. كما أعلن الأنبياء أنّه إن عاد الشعب لله، فإنّه سيقوّيهم ليحفظوا عهده فلا يتعرّضوا لعقاب عهده ثانيةً. وكما نقرأ في إرميا 31: 33-34، فإن الرب سيجعل خرقهم للعهد ثانيةً مستحيلاً، حتى يحيوا بحسب شريعته بكلّ حماسة وشوق. من خلال هذه الخدمة، كان الأنبياء يأملون بأن يقنعوا الله بأن يسترد لهم مملكتهم في أرض الموعد تحتَ حكم ملكٍ بار من نسل داود.

أخيراً، انتهت فترة السبي جزئياً وكان هناك حقبة استرداد المملكة.

 

استرداد المملكة.

بدأت حقبة ما بعد السبي أو حقبة الاسترداد عام 539. لم تكن الملكية قد استعيدت في إسرائيل أو يهوذا في هذا الوقت، ولكنْ أُعيد بناء مدينة أورشليم والهيكل، وعادت عائلات كثيرة للسكن في أرض الموعد.

كان لا يزال هناك عدد قليل نسبياً من الأنبياء في هذا الوقت. ولكنَّ بعض الأنبياء الأمناء، مثل حَجَّي وزَكَرِيَّا، بقيت عيونهم مراقبة وساهرة على القادة والشعب لتشجيعهم وحثِّهم على العيش بأمانة للرب. حثَّ هؤلاء الأمَّةَ على الأمانة خلال الاستعداد للاسترداد حتى يكمِل الله عمل استعادة الشعب للأرض. ولكن للأسف، لم يصغِ الشعب للتحذيرات والتنبيهات النبوية، ولذا تعثّرت جهود الاسترداد وإرجاع الشعب.

خلال فترة الاسترداد، أي فترة ما بعد السّبي، كانت التوقّعات المتعلقة بالملكوت هي أن الله سيتمّم في النهاية وعوده لداود بتنصيب واحدٍ من نسله على عرش إسرائيل ويهوذا. نرى هذا الرجاء في مقاطع مثل زكريا 12 و13. في البداية، كان الأمل في أن تُحرِّك طاعة الشعب اللهَ ليباركهم. ولكن حركة الاسترداد تعثّرت، وصار الأمل هو أن يرحم الله شعبه ويترأّف عليه، بالرغم من خطيته، ويقيم المملكة ثانيةً لأجل اسمه.

بتتبُّع التطوّر التاريخي لوظيفة النبي، نستطيع أن نرى أن الأنبياء كانوا دائماً سفراء الله، وهم أُعطوا مهمة حث الشعب على الخضوع لعهد الله والعيش بحسبه. وقد خلق هذا الثبات في عملهم توقّعاً مُعيّناً بشأن الخدمات النبوية في المستقبل. وبشكلٍ خاص، أشار هذا إلى أن كل أنبياء الله في المستقبل سيكونون مبعوثين مُفوَّضين عملهم تذكير شعب الله بإحسانات الله تجاههم، وبالولاء الذي طلبه منهم، وبالبركات والعواقب كنتائج لحفظ العهد أو تعدّيه.

ولكنْ كانت هناك أيضاً توقُّعات نتجت عن التغيُّرات التي حدثت في وظيفة النبي عبر الزمن. في البداية، لم يكن أنبياء الله مرتبطين عن قرب بوظيفة الملك، ولكن حين صار لإسرائيل ملكٌ، نرى أن دور الأنبياء صار مرتبطاً بقوة بوظيفة الملك، وفي كُلّ مرةٍ شُوهِدت تغييرات جذرية أثّرت بوظيفة الملك كان للأنبياء دور في ذلك. وهكذا، فإن التوقّعات بشأن وظيفة النبي في فترة العهد الجديد كانت تعتمد بشكلٍ أساسي على الحقبة الأخيرة في فترة العهد القديم، أي فترة ما بعد السبي، حين كان الشعب لا يزال ينتظر عودة ملك من نسل داود إلى العرش. فكانت توقُّعات الشعب أن أنبياء المستقبل سينادون بالملك المسيحاني ويرافقونه، ما يدشّن حقبةً جديدة من الأمانة والإخلاص لعهد الله.

بالإضافة لتوقّعات العهد القديم بشأن أنبياء المستقبل، والتي كانت مبنية على التطوُّر التاريخي لوظيفة النبي، فقد كانت هناك توقُّعات أوجدت نبوات مُحدّدة بشأن أنبياء المستقبل.

 

النبوات المحددة

نبوات العهد القديم المتعلِّقة بأنبياء المستقبل أكثر مِن أن نستطيع أن نذكرها جميعاً. ولذا، ولأهداف هذا الدرس، سنحصر نقاشنا في ثلاث نبوّات. النبوة الأولى هي الرجاء بأن الله سيحقِّق أخيراً نبوّة متعلّقة بالسبي تقول إن نبياً خاصاً سيكون المنادي المُرسَل من الرب.

فبحسب إشعياء 40: 3-5، سيُعلِن نبيٌّ خاصّ أن الرب سيأتي ليهزم أعداءه ويستردّ المُلك الداودي. وحين يظهر هذا النبي المنادي سيكونُ الرّدُّ وشيكاً.

ثانياً، كان الشعب لا يزال ينتظر النبي الأخير الذي مثل موسى، وهذا البار سيقود الشعب إلى البرّ، مثلما عمل موسى في حقبة ما قبل الملكية. تذكّر كلمات الرب لموسى في تثنية 18: 18:

أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. (تثنية 18: 18)

 

كان هناك في العهد القديم توقع لمجيء ربنا يسوع المسيح من جهة عمله، ودوره كنبي، وكاهن، وملك. وتثنية ثمانية عشر هو مقطع مهم جداً يتحدث عن نبي سيأتي في المستقبل مثل موسى. وفي قرينة العهد القديم، مثل موسى يعني شخصاً كان يلتقي الله وجهاً لوجه مثل موسى، شخصاً تلقى إعلان الله. في الواقع، وقف موسى كذروة كل الأنبياء. وأنت إذ تقرأ في العهد القديم لا سيما في نهاية تثنية أربعة وثلاثين، تجد هناك الاعلان بأنه لم يقم نبي مثل موسى. وهذا يعدّنا لمجيء الشخص الذي سيكون مثل موسى، لكن أعظم منه، من سيتكلم بكلمة الله، ويعطينا حقيقة الله، من سيعرف الله وجهاً لوجه، وهذا يصل إلى ذروته بربنا يسوع المسيح. وأشار يوحنا واحد إلى ذلك. فربنا الذي يعرف الآب منذ الأزل، هو يكشف عنه. ويشير أعمال ثلاثة إلى ذلك معلناً تحقيقه في يسوع هو الذي أتى بملكوت الله، وحقّق إعلان الله. هو الذي حقّق دور موسى لكن بشكل أعظم. وعبرانيين واحد يشدّد بصورة خاصة أن الله الذي تكلم من خلال الأنبياء، بمن فيهم موسى، وصل إعلانه إلى ذروته من خلال ابنه يسوع المسيح.

 د. ستيفين وِلَم

 

في مستوى ما، كان شعب الله ينتظر بشكلٍ دائم أن يرسل الرب هذا النبي الذي مثل موسى. والمحزن أنّه لم يتمكّن أيٌّ من أنبياء العهد القديم من إظهار المواهب الروحية العظيمة والقوية التي كانت لدى موسى، أو أن يقود الشعب لاختبار كامل لبركات عهد الله. ولكن في أيام الاسترداد، في فترة ما بعد السّبي، تجدّد الرجاء والأمل بأن الله يُوشك أن يرسل هذا النبي ليستردّ المُلْك والمملكة.

ثالثاً، كان هناك توقُّع بأنه حين تُسترَدّ المملكة بالكامل في المستقبل، فإن خدمة النبوة ستُسترَدّ أيضاً. فسيُزال الأنبياء الكذبة من الأرض، وسيزيد عدد الأنبياء الحقيقيين. كتب نبي ما بعد السبي زكريا في زكريا 13: 2:

وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ أَنِّي أَقْطَعُ أَسْمَاءَ الأَصْنَامِ مِنَ الأَرْضِ فَلاَ تُذْكَرُ بَعْدُ وَأُزِيلُ الأَنْبِيَاءَ أَيْضاً وَالرُّوحَ النَّجِسَ مِنَ الأَرْضِ. (زكريا 13: 2)

 

بالإضافة إلى ذلك، كان الشعب لا يزال يتوقّع تحقيق نبوة يوئيل المتعلّقة بزيادة عدد أنبياء الله الحقيقيين، وهو الأمر الذي سيصاحب بركات العهد الكاملة. استمع إلى ما أنبأ به يوئيل في يوئيل 2: 28-29:

وَيَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى. وَعَلَى الْعَبِيدِ أَيْضاً وَعَلَى الإِمَاءِ أَسْكُبُ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. (يوئيل 2: 28-29)

 

هذه الأيام المستقبلية، التي يشير إليها يوئيل بعبارة بعد ذلك، هي الأيام الأخيرة التي فيها سيؤسِّس الله ملكوته بشكلٍ كامل في كل الأرض، ويسكب بركاته الأخيرة والكاملة على شعبه. كان متوقّعاً أنه في ذلك الوقت، ستكون النبوّة شائعة جداً وسط شعب الله الأمين، بتعزيزهم ونشرهم جميعاً لعهد الله، وبتشجيع بعضهم بعضاً على عبادته.

يُختَتم العهدُ القديم وشعبُ إسرائيل في حالةٍ من الفوضى والتشويش، وبأملٍ ضعيف بأن يحدث أي نجاحٍ قريب للملكوت. ومع هذا، حافظ الأمناء في شعب إسرائيل على ثقتهم بأن الله سيتمّم في النهاية توقُّعات العهد القديم بشأن ملكوته، وبأنه سيُنجِز هذا الأمر جزئياً من خلال الوظيفة النّبوية. وكما سنرى، فإن هذا هو ما حدث بالضبط في خدمة يسوع.

بعد أن بحثنا واستكشفنا في خلفية العهد القديم المسؤوليات والخدمة التي أعطاها الله لأنبيائه، صرنا مستعدّين للانتقال إلى موضوعنا الرئيسي الثاني: تحقيق الوظيفة النّبويّة في شخص يسوع المسيح.

لقراءة هذه السلسة من المقالات ( الجزء الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، السادس، السابع، الثامن، التاسع، العاشر، الحادي عشر)

هذه المقالة مُصرح بإعادة نشرها من موقع thirdmill.org