
طبيعة المسيح >
ملك من نسل داود (ج6)
خدمة الألفية الثالثة
1/24/21 - ٥ دقيقة قراءة
الأعمال
سبق وذكرنا أن العمل الأساسي للملك هو ممارسة حكم أمين نيابة عن الله على أمته التابعة، لا سيما من خلال تطبيق شريعة الله. واليوم، يعرف جميع المسيحيين أن يسوع لم يكمّل عمله خلال خدمته الأرضية. في الواقع، عمل يسوع بيننا مستمر اليوم من السماء وفي الكنيسة. وسوف يعود لاحقاً ليتمّم عمله. ويمكننا أن نفرح بهذه الحقيقة، فقد برهن من خلال أفعاله أنه حقاً المسيح، الملك من نسل داود الذي أرسله الله ليردّ مملكته.
نتأمل الآن في عمل يسوع كملك عن طريق استخدام المواصفات ذاتها التي تقيّدنا بها في خلفية العهد القديم لهذه الوظيفة: تحقيق العدالة، تطبيق الرحمة، والتشجيع على الأمانة. لننظر أولا إلى تحقيق يسوع للعدالة.
العدالة
كما هي الحال في الجزء المتعلق بالعهد القديم، سنفحص مفهوم العدالة في مجالَين بَدءاً بالعدالة على المستوى الدولي. خلال معظم خدمة يسوع الأرضية، لم يتدخل يسوع مباشرة مع الحكومات البشرية. لكنه سعى إلى تطبيق العدالة عن طريق شنّه حرباً على مملكة الشيطان وأرواحه، وعن طريق تحرير شعبه من طغيان الخطية. ويصف الكِتاب المُقدَّس ذلك بالمعركة الروحية بين مملكة الله ومملكة الشيطان في مواضع مثل لوقا 11: 14-20، وأفسس 2: 2. من هنا، من المنطقي أن نقارنها مع الطرق التي كان ملوك العهد القديم يسعون إلى تطبيق العدالة بين الدول من خلال الحروب. وكما قال يسوع في متى 12: 28:
وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. (متى 12: 28)
في هذا العدد أشار يسوع إلى أن طرده للأرواح هو البرهان على أنه كان يقود مملكة الله في معركة ضد مملكة الشيطان.
وقد مارس أيضاً ملوك العهد القديم العدالة على المستوى الدولي من خلال مفاوضاتهم السلمية مع الأمم الأخرى. ومع أن يسوع لم يقم بذلك غالباً، فقد نال نوعاً من جزية سلام من المجوس الشرقيين، الذين جلبوا له هدايا في متى 2. وهؤلاء المجوس كانوا مُمثلين لبلاد أجنبية، وكان قصدهم أن يعززوا الصلاح بين أمتهم وبين المولود الجديد ملك إسرائيل.
بالإضافة إلى تحقيق العدالة على المستوى الدولي، دعم يسوع عدالة الله على المستوى الوطني داخل أمة إسرائيل. لم يتدخل يسوع كما يفعل بقية الملوك البشريين، في النزاعات الشخصية. بدل ذلك، ترك هذه المسائل للمحاكم الأصغر والوسطاء. لكنه كثيرا ما مارس العدالة بين شعبه. ونرى هذا في مواضع مثل متى 5: 25-26، و12: 15-21؛ كذلك في لوقا 18: 7-8. كما أكدّ يسوع أنه يحتفظ بسجل للأعمال الصالحة والشريرة ليجازيها عندما يعود للدينونة. وهذا النوع من الحُكم المَلكي واضح في مقاطع مثل متى 10: 15، و11: 22-24، و12: 36، حيث يتحدث عن دينونات محدّدة ستَتم في المستقبل. ونرى ذلك في يوحنا 5: 22، حيث أشار أنه هو الذي سيقوم بهذه الدينونة.
بالإضافة إلى تطبيق العدالة، تمّم يسوع وظيفة الملك عن طريق تطبيقه شريعة الله في الرحمة.
الرحمة
برهن يسوع عن رحمة ملكية عن طريق تمثله بحنان الله نحو خلائقه. فقد أظهر صبره عندما أخطا الشعب، وفهم ضعفهم، ووفّر احتياجاتهم، ومنحهم الراحة من ألمهم.
عندما نفكر في المَلِك، في تاريخنا البشري الطبيعي للمَلَكية، تتبادر إلى ذهننا صورة شخصٍ ذي سلطانٍ مطلق، ما إن يطل حتى ينحني له الناس وهم على استعداد أن يلبوا كل رغباته. إلّا أنّ مَلكيّة يسوع كما هو الأمر بالنسبة لكلّ شيءٍ في حياته، قلبت الأمور رأساً على عقب. وأتأمل في ذلك الفصل الأول من يوحنا حيث يرِد كلام عن الخالق، الذي به كان العالم. ويقول فيه: إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. بالنسبة لكل شخص يؤمن أن يسوع هو ملك، وأنا أؤمن بذلك، ويقرأ عدداً كهذا، يقول أيّ نوعٍ من الملوك هذا الذي يأتي إلى عالمٍ خلقه بنفسه ويسمح بأن يتعرّض للرفض؟ أعتقد أنّ إظهار الرب للرحمة ليس لأنّه يشفق علينا فقط، طبعاً هو يشفق، لكن أظنّ أنّه يحاول أن يكشف عن أمرٍ ما في جوهر حياة الله. لا بدّ أن يكون للمحبة التي تلد الرحمة ارتباطٌ بحياة الثالوث. والثالوث من وجهة نظري، ومنذ الأزل، أي الملك نفسه، الآب والابن والروح القدس، ملك العالم بأكمله، هو إله واحد في ثلاثة أقانيم، كلّ أقنوم يعطي من ذاته للآخر، الآب للابن، الابن للآب، الروح للآب والابن، في هذا العطاء الباذل. بحيث عندما يأتي يسوع ليظهر الرحمة للخطاة يعبّر عن هذا الحب الباذل، الذي هو إعلان الملك عن ذاته. سوف يحاكم، وسيدين في النهاية أولئك الذين لا يحبّوه. لكن عندما سيعود إلى الأرض، سيأتي إلى من أسيء إليهم، إلى الذين التفت حولهم كلّ قوى الشر وضلّلتهم بمن فيها إبليس نفسه، ويأتي هذا الملك ويقول، لست أطلب شيئاً منكم. أوّلاً أريد أن آتي وأبذل نفسي من أجلكم. إذاً كلّ أعمال الرحمة التي يعملها هي أعمال قلب الله الثالوث في العالم، الواهبة للذات. لكن هكذا يتصرّف ملكنا. يأتي دون أيّة مطالب. يأتي ليبذل ذاته. وأعتقد أن الرحمة هي تعبيرٌ مدهش عن الحب الباذل الذي يبدأ من قلب الله، وفي التجسد الذي لمسه العالم حيثما حلّ يسوع. وطبعاً ذروة هذا الحب ظهرت في الصليب، ظهرت رحمته لنا، في المَلك الذي يموت باذلاً حياته حتى ينال لنا رحمة الله في الخلاص. إذاً هو الملك الوحيد الرحوم حقّاً، وهو يصف رحمته هذه في ملكه.
د. بِل يوري
يأتي يسوع ويُظهر الرحمة لأنّه الرحوم. وإنّي أفكّر الآن في تطويباته. فالبعض منها ترك أثراً في نفسي. فالطوبى الثانية تقول: طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. بالنسبة لي هي كأنّه يقول: طوبى لمن انفطر قلبهم على أمورٍ ينفطر لها قلب الله. فحين جاء المسيح إلينا بالجسد، نظر إلى العالم من حوله، إلى عالمه، ورأى أموراً أحزنته. وبدلاً من أن يكتفي بالبكاء، قال، لن أذرف الدمع فقط، بل سأعالج الوضع بالرحمة. إنّ اقتراح باركلي بأن معنى كلمة "رحمة" اليونانية في العهد الجديد هي أن تتخذ جسد شخص آخر هو أمرٌ ملفتٌ للنظر. إذاً إنّ الإدراك الكامل للحنو يعني أنّي أشعر بجزءٍ مما يشعر به المتألمون الآن. وعوضاً من أن أقول إنّني لست مكانهم، أقول سأكون إلى جانبهم، وسأكون لهم ما أؤمن أن الله الآب أرادني أن أكون لهم في هذا الوقت وفي هذا الزمان.
د. ماثيو فريدمان
سننظر إلى الطريقة التي برهن فيها يسوع رحمته في مجالَين، بَدءاً بالرحمة على المستوى الدولي. على المستوى الدولي، كان على الملك أن يمارس الرحمة نحو الأمم والشعوب التي تخضع لله. وقد فعل يسوع ذلك بعدة طرق. فهو قام بمعجزات شفاء للكثير من غير اليهود، خارج أمة إسرائيل. على سبيل المثال، شفى ابنة المرأة الكنعانية في متى 15: 28. وشفى غلام قائد المئة الروماني في متى 8: 13. وطرد كتيبة من الأرواح الشريرة من إنسان في المدن العشر، وهي منطقة غير يهودية، في مَرقس 5: 1-20.
علاوة على ذلك، خدم يسوع في مناطق غير يهودية عدة، بما فيها صور وصيدا والمدن العشر، بحيث أن رسالته وأعماله أصبحت نور إعلان للأمم، كما أنبأ سمعان في لوقا 2: 32.
لكن ما هو أوضح من هذه الرحمة على المستوى الدولي هو الرحمة المَلَكِية التي أظهرها يسوع على المستوى الوطني. كملك، كان يسوع مسؤولاً أن يعامل الناس بالطريقة ذاتها التي يعاملهم فيها الله. وهذا يعني أن يعاملهم بالرحمة. فالملك المثالي كان ملكاً يعكس نموذج الله بالاهتمام بالمحتاجين. أظهر يسوع رحمة عظيمة نحو إسرائيل كملكهم. وصرف بضع سنواتٍ يعلّمهم بصبر ويشجّعهم. وقد اجترح الكثير من المعجزات، شافياً أمراضهم، طارداً الأرواح، موفّراً الطعام للجياع، ومقيماً الأموات.
ولعل المعجزة التي تُظهر رحمته المَلَكية بأفضل صورة هي شفاء المفلوج المُدوّنة في متى 9: 1-7، ومَرقس 2: 1-11، ولوقا 5: 17-25. في تلك الحادثة لم يشف يسوع الرجل المشلول فقط، بل غفر له أيضاً خطاياه. وقام بأمر مماثل في لوقا 7: 36-50. حيث غفر خطايا المرأة التي دهنت قدَميه بالطيب.
إنّه لأمرٌ بالغ الأهميّة أن نجيب بشكلٍ صحيح على هذا السؤال: لماذا وحده الله يستطيع أن يغفر الخطايا؟ إنّ الجواب الكتابي هو كون الله هو من أخطأنا إليه. هو الرب. هو الخالق. هو الذي صنعنا. نحن مدينون له بكلّ شيء. وخطيتنا هي أولاً وقبل كلّ شيء خطيةٌ نحوه. حسناً قد نخطئ بعضنا إلى بعض. قد نخطئ إلى العالم. لكن أوّلاً وقبل كلّ شيء في علاقتنا كمخلوقات على صورة الله، عصياننا له هو خطية نحوه. لذلك هو وحده يستطيع أن يسامح الخطايا. تأمّل في المزمور الواحد والخمسين حيث يقول داود، " إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ". تأمّل في حياة داود، فقد أخطأ نحو أناسٍ كثيرين. أخطأ تجاه الشعب، وتجاه أوريا وبَثْشَبَعَ، وتركت خطيته تأثيرها على ابنه. لكن داود يرى في النهاية أنّه بحقٍّ أخطأ نحو الله. مشكلتنا ومشكلة الناس أنّهم عجزوا عن إدراك أنّ الله وحده يستطيع مغفرة الخطايا ومسامحتها. وأنّ الله وحده يستطيع حلّ مسألة خطيّتنا.
د. ستيفين وِلم
حين أخطئ إلى شخصٍ ما، أو حين يخطئ أحدهم إليّ، ويطلب أحدهم المغفرة وينالها، ما يحصل بين الناس هو أنّ أحد الأطراف يقول" لن أسمح لهذه الإساءة التي ارتكبتها نحوي أن تكون عائقاً أمام استمرار علاقتنا"، وهذا مهمّ، طبعاً هذا ما ينبغي أن نقوم به بعضنا نحو بعض كنتيجة لإدراكنا أنّ الله قد غفر لنا. لكن عندما يغفر لنا الله، يغفر بطريقة بحيث يمحو الدَين المترتب عن خطيتنا، وهذا ما لا أستطيع أن أفعله لأحد ولا أحد يستطيعه نحوي. فالله يغفر ماحياً كلّ الدَين الناتج عن خطيتي. هذا غفران إلهي وهو ما يعطي الأمر أهميّته، فمثلاً في مَرقس 2 حين يقوم يسوع بشفاء الكسيح ويقول له: "يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَة لَكَ خَطَايَاكَ". كان الكتبة جالسين هناك ينظرون، ويفكّرون في دواخلهم "كيف يتكلّم هذا الرجل كلاماً كهذا! "مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟" وذلك يصبّ تماماً في هذه النقطة. لقد سمعوا يسوع يغفر لهذا الرجل خطاياه بطريقةٍ لا يستطيع أن يفعلها إلّا الله وحده، فاضطربوا لهذا الكلام، واعتبروه تجديفاً. هذا يعني أنهم سمعوه بوضوح لكنّ ردّ فعلهم جاء على نحوٍ خاطئ. هذه واحدة من الشواهد المؤثّرة عن ألوهية يسوع في الأناجيل. ففي إدراكه الشخصي وفي إعلانه الشخصي، إعلانٌ عن مغفرة الخطايا، ليس بمسامحة إساءات في دائرة العلاقات - فمحتمل أنّه لم يكن قد رأى هذا الكسيح قبلاً - بل بمغفرة الدين المترتب عن الخطايا بطريقة لا يستطيعها سوى الرب وحده.
د. روبرت لِستر
كل خطيَة هي تعدٍ وإساءة نحو الله، الذي هو نفسه معيارنا النهائي للبر. علاوة على ذلك بما أن اللهَ وحده هو ملكنا الأعلى وقاضينا النهائي، فهو الوحيد الذي له السلطان ليغفر هذه الإساءات نحوه. وحده عنده السلطان ليُظهر الرحمة على هذا المستوى. لكن لما كان يسوع الملك الخادم البار الكامل، فوّضه الله ليمنح الغفران، ليتمكن يسوع من تطبيق رحمة الله على شعبه.
الطريقة الثالثة التي من خلالها تمّم يسوع عمل الملك كانت من خلال تنفيذ شريعة الله بطريقة تشجّع على الأمانة لله.
وكما فعلنا مع العدالة والرحمة، سنتناول تشجيع يسوع على الأمانة على جزأين، مبتدئين بالأمانة على المستوى الدولي.
الأمانة
الطريقة الأكثر مباشرة في تشجيع يسوع العبادة القلبية والطاعة لله هي عن طريق الكرازة بملكوت الله للأمم الوثنية. ونرى هذا في متى 4: 13-25، و24: 14، ولوقا 24: 47، لا سيما في مأموريتَي يسوع لتلاميذه في متى 28: 18-20، وأعمال 1: 8. في كل مأمورية أمر يسوع أتباعه أن يتلمذوا كل الأمم، وأن يكونوا له شهوداً إلى أقاصي الأرض.
وبالطبع، شجّع يسوع على الأمانة على المستوى الوطني. كما هي الحال بالنسبة لعمله على المستوى الدولي بين الأمم، شجّع يسوع على الأمانة في أمة إسرائيل لا سيما من خلال كرازته بالإنجيل. وبينما هو يتنقل من مدينة إلى مدينة أمر الشعب بالتوبة، والابتعاد عن الخطيّة، وأن يكونوا أوفياء لله لأنه قد اقترب ملكوت الله. استمع إلى الطريقة التي لخّص فيها متى كرازة يسوع في متى 4: 17:
مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ:"تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. (متى 4: 17)
ونرى خلاصات مماثلة في مرقس 1: 15، ولوقا 5: 32، 10: 13. كما نجد أمثلة على هذا النوع من الكرازة في العديد من المواضع في الأناجيل.
شدّد يسوع بقوّة على الأمانة لله. وهو فعل ذلك لأنّ الأمانة هي تعبيرٌ عن الثقة. إنّها تعبيرٌ عن إدراكنا أن الله يستحقّ فعلاً أمانتنا، يستحقّ ثقتنا، وطاعتنا، وتكرّسنا له، قبل أيّ شيء آخر. عندما لا تطيع أوامر طبيبك، فأنت لا تستخفّ بالأوامر فحسب، بل إنّك تستخفّ بالطبيب أيضاً. وهكذا عندما تعصي الله، فأنت لا تستخفّ بأوامره فحسب، بل إنّك تستخفّ بالله الذي أعطى تلك الأوامر. وبالتالي الأمانة هي تعبيرٌ عن الثقة. تعبيرٌ عن رؤية الله على ما هو عليه، ومن ثمّ طبعاً العمل بحسب أقواله. إذاً الأمانة لله هي تعبيرٌ عن الطاعة، تعبيرٌ عن تكرّسنا اليومي له والثقة فيمن يكون. يصف بولس في رسالته إلى رومية الحياة المسيحية في خدمته الرسولية بالحياة التي يجب أن تقود إلى طاعة الإيمان. والأمانة هي عبارة جميلة تختصر إلى حد ما الحياة المسيحية. نحن نرى الله على ما هو عليه، نضع ثقتنا فيه، وهذا يقودنا تلقائيّاً إلى طاعته. نحن نطيع الله الذي نثق به.
د. إريك ثيونيس
الأمانة هي ما يطلبه يسوع منا لنحظى ببهجة السير معه ومعرفته معرفة وثيقة. ويريد أيضاً استجابتي اليومية له. هو لا يرغمني على طاعته. هو لا يجعلني أتبع شريعته، بل هو يقول، أريد قلباً أميناً أيّاً تكن عواطفك اليوم، أيّاً يكن شعورك حيال ما يدور في العالم من حولك، أحَسناً كان أم سيّئاً، أريد عروساً أمينة. أريد خادماً أميناً، أريد حبيباً أميناً وفق قلبي. وأعتقد أنّ هذا ما أراد أن يبلغه إلى أشخاصٍ أمثالي يميلون إلى النظر إلى العالم من منظار مفهومهم للروحانية. تماماً كما أن الأمانة في الزواج هي أساس الحبّ الحقيقي. أمانة لا تتأثر بالظروف التي نواجهها في الحياة. إذاً الرب يطلب الأمانة، لكنّه أيضاً يقوينا لنعيش الأمانة بروحه القدوس الحاضر فينا.
د. بِل يوري
بعد أن تناولنا مؤهلات يسوع المَلَكية ووظيفته كملك، أصبحنا مستعدين أن ننظر كيف تمّم يسوع توقعات العهد القديم بالنسبة للملك المسيحاني المستقبلي.
لقراءة هذه السلسة من المقالات (الجزء الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، السادس، السابع، الثامن، التاسع)
هذه المقالة مُصرح بإعادة نشرها من موقع thirdmill.org