هذه السلسلة هي سرد لمناظرة بين د.وليم لين كريج و د.ولبرت يتناقشون حول قضية هل الله وهم ؟
و تقسم كالاتي كلمة يقدمها دكتور وليم لين كريج ثم كلمة يقدمها د.ويلبيرد و بعدها تعليق من الأول ثم تعليق من الثاني ثم فتح باب النقاش بينهم 
هذه المناظرة مقسمة لعدة أجزاء هذا هو الجزء السابع  و هو تعليق دكتورولبرت على تعليق دكتور كريج  في الجزء السابق ثم الكلمة الختامية لدكتور كريج  

هل يوجد أدلة علي وجود الله ؟

د. ولبرت

يبدو أن لدينا مشكلة تتعلق بالأدلة. دعني أقول لك- وأعتقد أن هذا موجود بشكل جزئي في كتاب ريتشارد داوكنز- أظن أن هناك وعاء " إبريق شاي" Teapot، يدور حول الأرض بسرعة فائقة. ولا أعرف أية أدلة تقف ضد هذا الاعتقاد. فهل تؤمن أنت بذلك؟ هنا نواجه غياب الدليل على وجود إبريق شاي يدور حول الأرض، إذن، وبناء على ماقلته أنت قبلًا، هناك بالفعل إبريق شاي يدور حول الأرض. أعتقد أننا أمام مأذق إلى حد ما. فإن أردت أن تقول إن إبريق الشاي يدور حول الأرض، فأنت في حاجة إلى بعض الأدلة التي تثبت وجود هذا الإبريق. أو أن تقر بأن ماتقوله مجرد تخيل. أو أقول لك، إني رأيت سمكة تتحدث اللغة الأفريكانية بطلاقة ( وإني جنوب أفريقي كما ترى)، ومع أنها تتحدثها باللغة العامية، إلا أنها تتكلم بشكل جيد جدًا. ألا ترغب في قليل من مثل هذه الأدلة؟ إن غياب الدليل يجعلك تتشكك في صحة الأمر. وفيما يتعلق بالله، فالقضية ليست وجود أدلة تنفي وجود الله، بل غياب تلك التي تثبت وجوده. وليس هناك أدنى دلالة من تلك التي يمكن أن نستخدمها في العلوم و في حياتنا اليومية تثبت وجود ذلك الكائن الفائق للطبيعة. وإن قلت أنك في حاجة إلى خالق للكون، ولكنك ترفض الاعتقاد أن الله نفسه يحتاج لمن يخلقه. فإني أرى ذلك أمرًا غريبًا. وحين تقول، " إن ذلك يتسق مع العلم بشكل جيد"، فإني أسف جدًا لهذا، لكنك لم تخبرني عن العلم الذي استخدمه الله لكي يخلق الكون أو العلم الذي بواسطته خُلِق الله. لذلك، أظن أن هذه كلها أمور فائقة للطبيعة، ولو كنت وقحًا لقلت، يالها من ترهات. وانت لن تحب ذلك، ولكن هذه الأفكار لاتختلف في واقع الأمر عن المعالجة المثلية ( أي معالجة العلة بمثلها – المترجم)، أو ماذا ترى حين تنظر إلى النجوم – كما في علم التنجيم – وكل هذه الأشياء. إنها لاتستخدم دليل مادي قائم للنظر فيما هي الحقائق الفعلية.

ولنتابع نقاشنا، لو كانت هناك علة لخلق الكون، لكانت هناك علة لخلق الله أيضًا. وأقولها بعبارة لطيفة، أن يتخذ الله هذا الشكل البشري مرة أخرى، فهذا أمر شديد الصعوبة. كما أن هذا ضد كل مانعرفه عن العلم. وإذا عدنا إلى السيد المسيح، وإني آسف أن أقول، هذا حدث قبل ألفي عام. ويالها من قصة رائعة، ولكني أعتقد أن الأدلة الحقيقية الفعلية لشخص قام من الموت، لهو مخالف لكل ماتعلمناه عن طبيعة الحياة، ولذلك، آسف أن أقول، أني لا آخذ الأمر على محمل الجد، آسف، شكرًا لكم.1

د. كريج:

حسنًا، في حديثي الختامي، دعنا نجمع سويًا مواضيع هذه المناظرة. تتذكر أني قلت إني سأدافع عن زوج من الخلافات الليلة. الأول، عدم وجود أسباب وجيهة للاعتقاد في أن الإيمان بالله مجرد وهم. وإني لا أعتقد أننا سمعنا أية حجج دامغة ضد وجود الله الليلة. وماذا عن الادعاء بأنه في غياب الدليل على وجود الله، فذلك يبرر لك الاعتقاد في عدم وجوده. لقد ضرب لنا د. ولبرت مثلين، حيوان الكنغر، وإبريق الشاي. وأنتم ترون مدى فشل هذين المثلين، وأن السبب في أننا لا نؤمن بأني "كنغر" لايرجع لغياب الدليل على كوني كنغر، بل بالحري، وجود الدليل على أني لست بكنغر. بل لدي الدليل على أني من جنس البشر sapien homo . وبالمثل، مَثَل إبريق الشاي، فما يجعلنا نعتقد أنه ليس هناك إبريق شاي في المدار حول الأرض، ليس غياب الدليل على وجود مثل هذا الإبريق، بل لأن لدينا دليل دامغ على أننا لم نطلق أي قطعة من الخزف إلى الفضاء من قبل، أو أن مخلوقًا فضائيًا وضعه هنا. أي أن السبب هو وجود دليل عكسي. أما الليلة، فلم نسمع أية أدلة عكسية تثبت عدم وجود الله. وتلك نقطة منطقية رئيسية. وهكذا نرى أن غياب الدليل لايعني أن الافتراض غير صحيح، بل يظل صحيحًا في غياب الدليل عليه. وكل ماهنالك، أننا لانعرف ما إذا كان صحيحًا أم لا. وهكذا، حاولت استكمال مشاركتي في تحمل عبء إعطاء دليل يثبت وجود الله. ولكن، كل ما قدمه د. ولبرت ضد وجود الله هو، أن الله في حاجة إلى خالق. ولا أرى ضرورة لتكرار الحجة ثانية هنا- إن كل ماله بداية وجود له علة وجود، أما الأزلي الأبدي، الواجب الوجود، الموجد بذاته فلا يحتاج إلى علة وجود. وسيكون من غير المنطقي القول، إن لله علة وجود. لذلك، أعتقد أن لدينا الليلة حججًا قوية بشأن وجود الله، الضبط الدقيق للكون والقيم الأخلاقية الموضوعية.

وأن تحدث قيامة المسيح منذ ألفي عام، فذلك لايعني أن الدليل لايُعتمد عليه. والأمر الحاسم هنا ليس الفارق الزمني الذي يفصل بين الدليل وعالم اليوم. ولايتحول الدليل القوي إلى دليل سيئ لمجرد الانحسار في الماضي. والأمر الحاسم هو الفجوة الزمنية بين الأحداث وتسجيلها لأول مرة. وكلما صغرت تلك الفجوة، فلايهم كم تبعد عن الماضي. ولايتحول الدليل القوي إلى دليل سيئ لمجرد الانحسار في الماضي. ويدعي د. ولبرت أن ذلك الدليل يقف ضد العلم. والأمر ليس كذلك على الإطلاق. ومايخبرنا به العلم هو ما يكمن في القدرات الطبيعية للطبيعة. ومن المؤكد أنه من المستحيل أن شخصًا يقوم من بين الأموات. وبمعنى آخر، إن كان يسوع قد قام من بين الأموات، فلابد أن ذلك حدث بمعجزة. وهذا هو السبب في قولي إن ذلك الحدث دليل على وجود الله.

وأخيرًا، دعوني ألخص الأمر بأن أقول شيئًا واحدًا فقط عن الاختبار الشخصي لله. أريدكم أن تعرفوا أني لم أنشأ في بيت مسيحي ولم أذهب مع أسرتي إلى الكنيسة. ولكنني، حين بلغت سن المراهقة، بدأت أطرح التساؤلات الكبرى في الحياة- لماذا أنا هنا، ولماذا كل هذا؟ وبدأت ابحث عن معنى للحياة. وبدأت أقرأ في العهد الجديد، فأسرني شخص يسوع الناصري. كان في كلامه مسحة من الحق، ولم أسمع مثل كلامه من قبل، ولم أعرف أحدًا عاش حياة صادقة مثل حياته، وهذا أمر لايمكن إنكاره. ولم تمض ستة أشهر من البحث الروحي المكثف، والذي لم أقم به من قبل،إلوا وصلت إلى نهاية بحثي، فصرخت إلى الله واختبرت فرحًا غامرًا طاغيًا، وأصبح الله حقيقة حية بالنسبة لي – حقيقة سرت معها وبها يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام، لمدة ثلاثين عامًا. وإني أؤمن أنك تستطيع أن تجد تلك الحقيقة، فقط ابحث عنه بكل بساطة، وبعقل منفتح وقلب مفتوح.لذا، أشجعك أن تسعى لتجد الله ويصير حقيقة شخصية في حياتك. ليتك تبدأ في قراءة العهد الجديد، وحين تعود إلى بيتك الليلة، وتسترخي في فراشك، اسأل نفسك قبل أن تغفو: هل يمكن ان يكون ذلك حقيقي؟ هل الحقيقة فيما يتعلق بالواقع أكثر روعة مما حلمت به أو تخيلته؟ هل يوجد الله بالفعل،

وهل يحبني وقد بذل ابنه من أجلي حتى أعرفه؟ لاتهمل هذا الأمر. ولو كان هذا حقًا، فهذا أعظم خبر أعلنته في حياتي. لذلك، أود أن أشجعك أن تفعل مافعلته أنا. ابدأ البحث. وانظر، واسأل الله أن يعلن نفسه لك. وإني أؤمن أن ذلك يمكن أن يغير حياتك كما تغيرت حياتي.

لقراءة الجزء: الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، السادس، السابع،  الثامن