هذه السلسلة هي سرد لمناظرة بين د.وليم لين كريج و د.ولبرت يتناقشون حول قضية هل الله وهم ؟
و تقسم كالاتي كلمة يقدمها دكتور وليم لين كريج ثم كلمة يقدمها د.ويلبيرد و بعدها تعليق من الأول ثم تعليق من الثاني ثم فتح باب النقاش بينهم 
هذه المناظرة مقسمة لعدة أجزاء هذا هو الجزء الخامس و هو تعليق دكتورولبرت على تعليق دكتور كريج في الجزء السابق 

معتقدات زائفة

د. ولبرت

أشكركم، وأود أولًا أن أعالج قضية " المغالطة الجينية genetic fallacy" وهي التي وقعت أنت فيها، ولست أنا. ومن الواضح أنك لم تفهم حجتي على الإطلاق. فلم تكن حجتي التي ارتكزت على " علم الوراثة" تهدف إلى إثبات وجود الله أو عدم وجوده، بل كانت محاولة لتفسير السبب الذي من أجله يؤمن الناس. لقد أسأت فهم حجتي. ذلك أن حجتي في إثبات عدم وجود الله لاترتكز على الجينات. بل على غياب الدليل. وأن تستخدم العبارات الشائعة مثل ، غياب الدليل ليس دليلًا على عدم وجوده، فهذا هراء فلسفي. وإني لجد آسف، فإن كان الله موجودًا بالفعل، لحصلت على بعض الأدلة الحقيقية على وجوده. وإني آسف جدًا، لأننا نحن العلماء، نضع الأدلة قاعدة لتفكيرنا. أعني، لو أني قلت لك، أعتقد أنك " كنغرkangaroo "لمجرد أنني حلمت أنك كنت ليلة أمس " كنغر"، فهذا ليس دليلًا يشكل أية أهمية. أعتقد أنك لو رغبت في أن تذهب وتبحث عن أدلة، لكنت عثرت عليها. وعندما أقول:" ماذا فعل الله في الألفي عام الماضية؟" وتكون إجابة د. كريج:" إنه جعلني متدينًا"، فإني أكون أسفًا جدًا لو أنك أردت أن تأخذ هذا على محمل الجد، يمكنك القول: تقريبًا كل ما عملته قد قرره الله، وبالطبع، هذا ليس دليلاً. يجب عليك البحث عن أدلة أكثر معقولية، بها تثبت أن الله قد عمل شيئًا في الألفي عام الأخيرة، أو على الأقل مقنعة بعض الشئ.

وفيما يتعلق بيسوع، فما قرأته لايمكن الوثوق به، وهناك العديد من الكتب التي تناقش هذا الأمر، ولا أجد أن هذا الأمر مفيدًا. فإن زرت المجتمعات التي لديها إيمان قوي بالله كما تؤمن المسيحية، فكيف يمكنك أن تقنعهم أن معتقداتهم زائفة، بينما معتقداتك أنت صحيحة؟

وعندما نعود إلى الانفجار العظيمBig Bang، ونحاول أن نفسر كيف حدث، ربما أفضل وسيلة نثق بها لكي نفسر الأمر هي قولنا " أننا لانعرف" ، وليس في قولنا هذا أي شئ لا أخلاقي أو غير مرغوب فيه. ربما لم يخطر هذا على بال الكثير من الفلاسفة.

نحن العلماء، وعلى النقيض من ذلك، نقول أحيانًا: إننا نأسف بشدة، فنحن حتى الآن لانعلم، وربما لن نعلم أبدًا"، ولكني أخشى أنه بدلًا من أن يقول المؤمنون ذلك، قد اخترعوا هذا المخلوق الأسطوري، الذي ليس له أصل–وحين أقول: كيف خُلِق الله، فأنا أنفي كونه كائن يدهشني – وهو كذلك بالفعل، وهو في صورة إنسان- وهو مدهش، حتى أنه لايحتاج إلى خالق، ومع ذلك يحتاج الكون إلى خالق، أما الله فلايحتاج. وأنت لايمكنك أن تأخذ هذا على محمل الجد بأي شكلٍ من الأشكال.

وحتى فيما يتعلق بالضبط الدقيق، فإن احتمالات هذا الأمر ضئيلة، وياله من حظٍ عاثر.والحقيقة المرجحة لسبب وجودنا هاهنا هي.  أن كل تلك الثوابت تتناسب مع الأداء الفعلي للكون، وهذا كل مافي الأمر- وياله من حظ عاثر أيضًا، لكن عليك التعايش معه، وكم من أمور غير محتملة تعج بها الحياة،وعليك أنتتعايش معها. ولايمكنك أن تنكرها، لمجرد أنك لاتحتملها.

ومرة أخرى،  وعندما أعود غدًا، أرى أن لدي هنا قيم أخلاقية، لكنها قد تكون محددة وراثيًا.  لذلك، أعتقد أن ما يجب علينا أن نتذكره مرارًا وتكرارًا، هو أن كل الثقافات تؤمن بإله ما. ومع ذلك، أقول لكم أيها المسيحيون، لأني أعتقد أن غالبيتكم مسيحيون، أنكم تؤمنون أن إلهكم هو الإله الحق، وهذا بالطبع مجرد وهم.  أعتقد أن علي كل منكم أن يستلقي في سريره ليلًا ويسأل نفسه، لماذا أنتم متأكدون من أن إلهكم هو الإله الحقيقي الذي لم يخلقه أحد، بينما الكون له خالق، وأن آلهتهم لايمكن الاعتماد عليها، وأنها مخادعة.

وأنا لا أستطيع أن اتبنى رؤيتكم، وأكررها مرارًا وتكرارًا، إن آمن أحد بالله، فليعلم أن إيمانه يتعارض مع عدد لاحصر له من الأمور العلمية التي نعرفها في هذا العالم، وأن عليه الذهاب إلى عالم ماوراء الطبيعة، وهذا يتعارض مع كل مانعرفه عن الفيزياء والأحياء، وإني لجد آسف لأني لا أعرف كيف يمكنكم السير في هذا الطريق. شكرًا جزيلًا لكم 

لقراءة الجزء: الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، السادس، السابع،  الثامن