تأثير القيامة على الموت والإنسان

  • ولادة الكنيسة: في المسيح القائم من الأموات، تتحطم كل الحواجز العرقية واللغوية والأموية والدينية (أف3: 6)، ليجتمع كل مؤمن على أرض المسيح المقام من الأموات، ويتعبدوا في الهيكل الحقيقي الذي هو يسوع نفسه. 1
  • يوم الأحد أصبح هو يوم الرب بدلاً من يوم السبت، لأن في يوم الأحد قام الرب يسوع من الأموات، وقامت معه الخليقة الجديدة، فمع أن يوم السبت هو يوم اكتمال الخليقة إلا إنها سقطت وتشوهت بالخطيئة، جاء يوم الأحد بقيام الخليقة الجديدة عندما قام المسيح من الأموات. 2 يوم الأحد هو يوم العبادة: ذلك لأن المسيح قام وانتصر على الموت، فبدد مخاوف التلاميذ فعبدوه يوم الأحد، بهذا أصبحت المسيحية ديانة منفصلة عن اليهودية لأنها اتخذت يوم الأحد كيوم عبادة 3 ، وإلا أصبحت شيعة يهودية.
  • سر انسكاب الروح القدس." وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ سَكَبَ هَذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ." (أع 2: 33)، فكان من نتيجة قيامة المسيح وصعوده، إنه سكب موعد الأب على الكنيسة، ليبدأ عصر الروح مع الكنيسة.
  • يؤهلنا للسلوك الأخلاقي بجدة الحياة، البعد الأخلاقي مقياس حقيقي على الإيمان بيسوع المقام من الأموات. لأن عندما مات المسيح متنا معه، وعندما قام من الأموات قمنا معه، حتى لا نعيش لأنفسنا بل نعيش للمسيح طارحين أعمال الظلمة لنسلك في جدة الحياة (رو6: 2-5)، فمات المسيح لأجلنا كي لا نعيش فيما بعد لأنفسنا، بل للذي افتدانا بدمه. كذلك الله يقدم لنا القدرة العظيمة التي أقام بها يسوع من الأموات حتى تكون عوناً في إقامتنا من ضعفاتنا (أف 1: 19، 20)
  • الانتصار على سلطان الموت: قام المسيح منتصراً على الموت فلم يعد الموت يخيفنا لأن المسيح أعتقنا من سلطان الموت (عب2: 14، 15)، موت المسيح غير طبيعة الموت نفسه لان من يموت مع المسيح يقبل موت الصليب فيتحول إلى قوة حياة بالمسيح المصلوب، 4 فالقيامة هي نتيجة انتصار الحياة على الموت، ولم يعد الموت يمثل نهاية حياة الإنسان، لأن لا يوجد شيء يفصلنا عن محبة المسيح (رو 8: 35)، بل هو مرحلة للعبور إلى الحياة الأبدية السعيدة لكل من آمن بالمسيح المخلص. فلو آتى المسيح من أجل الحياة الحاضرة فقط، ولم يكن هناك رجاء بعد الموت، لكانت الحياة تعيسة. كما أن المسيح أبدل حكم الموت الذي كان علينا (رو5: 17).
  • عربون قيامتنا من الأموات (1كو 15: 20): لأنه عندما تجسد المسيح واتحد معنا بطبيعته الإنسانية، ومات وقام من الأموات، قمنا معه (1كو 15: 49)، ونترجى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. فالمسيح لم يقم فكرياً لكنه قام فعلياً من الأموات بجسد حقيقي ملموس (لو24: 39)، وهكذا نحن سوف نقوم فعلياً بجسد حقيقي في اليوم الأخير (رو6: 5). 5 وهذا ميراثنا الذي لا يضمحل في المسيح (1بط1: 4)، قام المسيح ناقضاً أوجاع الموت (أع 2: 24)، كذلك نحن سوف نقوم ولن نمسك من الموت. لأننا اتحدنا معه في شبه موته، نصير أيضاً متحدين معه في قيامته. (رو 6: 5).
  • اكتمال تاريخ الخلاص، بقيامة المسيح، تحقق تدبير الله الخلاصي القديم، ، ليجع كل شيء في المسيح ويكون هو رأسها (أف1: 10). فكل ما سبق تعليم وطقوس وتاريخ وناموس، كان بلا معنى واضح،  فكل هذه الأمور كانت ظل للأمور العتيدة التي تحققت في المسيح (كو2: 17)، إلا عندما قام المسيح من الأموات أكمل كل ما هو ناقص، وحقق النبوات، وأكمل إعلان الرب التدريجي فيه. 6 لأنه هو ذروة إعلان الله للبشر (عب1: 1)، وأصبح التعليم القديم والرموز لها معنى واضح بعد قيامة المسيح.
  • قيامة يسوع من الأموات أنتجت خليقة جديدة، فقد مات يسوع نيابة عن العصر القديم الذي كانت تسوده الخطيئة، ودخل في عصر جديد الذي الآن يعيش لله. (رو6: 9- 10). 7
  • موت العار على الصليب أصبح مصدر الخلاص 8 . وبذلك تحول صليب العار إلى مصدر للافتخار لدى التلاميذ: "....أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ."( 1كو 15: 3-4). بل أصبحت قيامة المصلوب (يسوع) هو موضوع الكرازة (1كو 15: 14). لأنه أصبح البشارة بالحياة.
  • حصول الإنسان على غفران الخطايا والتبرير: من خلال الإيمان بقيامة المسيح من الأموات أصبح لنا غفران للخطايا (أع 13: 38- 39)، لكن لو لم يكن المسيح قام من الأموات، كنا بعد في خطايانا (اكو15: 17)، وبالإيمان بقيامة المسيح ننال تبريراً لم يكن متاح لنا في الناموس (رو4: 39).
  • شركاء الطبيعة الإلهية: بقيامة المسيح من بين الأموات ترقي الإنسان إلى أسمى المراتب، أي أن يكون إلهاً بالمشاركة. 9 (2بط 1: 4)، عندما أراد الإنسان أن يصير إلهاً مثل الله في الجنة (تك 3: 5) مات الإنسان لأنه كان يسعى إلى الاستقلال عن الله، الذي هو مصدر الحياة. كما أن المعرفة (شجرة معرفة الخير والشر) وحدها تصنع إلها ميتاً، لكن معرفة رب الحياة (شجرة الحياة) تصنع إلهاً حياً بالشركة مع الله. 10
  • المسيح كاهناً وشفيعاً: يصفه الكاتب بأنه حي (عب 7: 25)، ونلاحظ ربطه بين الموت الذي جعل خدمة الكهنوت غير كاملة ومستمرة، وبين الحياة التي في المسيح المقام، التي من خلالها لنا خلاص تام بشفاعة المسيح فينا للأب في كل حين لأنه حي. 11

الخلاصة

قيامة المسيح هي قيامة البشرية كلها من موتها وضعفها، وبهذا تكون هي عمود الإيمان المسيحي ومصدر قوتها وبشارتها. قيامة المسيح أجابت عن السؤال القديم: من هو هذا؟ فأصبحت الإجابة واضحة مثل نور الشمس عندما خرج المسيح منتصراً على القبر والموت، لتخرج معه الخليقة المتحدة به لتهتف أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية؟، ذلك لأن المسيح هو رب الحياة كلها، فلم يستطع الموت أن يمسكه، لأن قوة الحياة أعظم من قوة الموت.

قَبِل المؤمنون الأوائل إعلان قيامة المسيح التي عاشوا من خلالها سلوكاً يشهد عن القيامة، فلم يخافوا أهوال الموت التي كانت تُقدم لهم، بل كانوا بكل شجاعة يواجهون الموت لأنه لم يعد فناءاً لهم بل هو نقطة تحول نحو حياة أفضل. وهكذا كانوا ينظرون إلى حدث قيامة المسيح كأعظم إنتصار على أقوى عدو للبشرية، فتحول الخائفون إلى قادة حرب، والمتشككون إلى أعمدة الإيمان، فكانت شهادة الإختبار الشخصي المغير للسلوك هي الشهادة الفورية لكل من يؤمن بقيامة المسيح من الأموات. فكانت كلمات البشارة الخارجة من أعمالهم وأقولهم لا تقاوم، إنهارت الممالك والشعوب والحضارات وبقيت قيامة المسيح.

لقراءة الجزء: الأول، الثانية، الثالث، الرابع، الخامس

المراجع
  • 1 أغناطيوس الرابع، 326.
  • 2أوغسطين مهنا، يوم الرب والأفخارستيا، يوم الرب، (بيروت: جامعة الروح القدس- الكسليك، 2003)، 117.
  • 3ويلي روردورف، ل، م.
  • 4http://www.coptology.com/?p=2423 seen in 29/9/2013 at 7: 40 pm
  • 5أغناطيوس الرابع، 305.
  • 6أغناطيوس الرابع، 325.
  • 7Sinclair B. Ferguson, David F. Wright, New Dictionary Theology (England: Inter- Varsity, 1988), 582.
  • 8Jean – Yves Lacoste, 287.
  • 9أغناطيوس الرابع، 329.
  • 10http://www.coptology.com/?p=2423 seen in 29/9/2013 at 6: 44 pm.
  • 11Ibid,  seen in 29/9/2013 at 7: 30 pm.