
القيامة >
هل قام المسيح حقاً؟ وماذا يعني هذا؟ (ج4)
إيليا شلبي
4/23/18 - ٥ دقيقة قراءة
نظرية الإغماء:
طائفة الأحمدية 1 هي التي تقول بهذا الإدعاء. تقول بأن يسوع من كثر الألام والجروح ونزف الكثير من الدماء، حدث له إغماء على الصليب، فظن الواقفين بأنه مات، فذهبوا وكفنوه، لكن رائحة الأطياب أنعشته وأيقظته مرة أخرى ثم سافر إلى مكان أخر بعيد وعاش حياة طبيعية ومات ميته طبيعية. 2
يسوق الكاتبان جيسلر و بروكس في كتابها " عندما يسأل المشككون" العديد من النقاط التي تدحض هذه النظرية:
- لا يوجد دليل بأن يسوع على الصليب كان مخدراً أو مغمى عليه، ذلك لأنه رفض أن يأخذ المخدر على الصليب الذي كان غالباً ما يُعطي للمحكوم عليهم بالصلب.
- عندما يفقد إنسان ما دماء كثيرة فهو يكون معرض بصورة كبيرة للموت، وهذا ما حدث للمسيح إبتداءاً من عرقه الذي صار مثل قطرات دم في جثسيماني وهو يصلي، وضرب الجنود له طوال الليل، وجلده بسياط بها قطع معدنية أو قطع من العظم التي مزقت جسده، وإكليل الشكوك الذي ثُبت على رأسه، والمسامير التي ثُبت بها على الصليب في يديه ورجليه. هذه كلها عوامل تؤدي إلى الموت.
- عندما طعن المسيح بحربه في جنبه من الجندي الروماني بهدف التأكد من موته، تدفق منه ماء ودم، إخترقت الحربة القفص الصدري ودخلت إلى رئته اليمنى والحجاب الحاجز الذي يحيط بالقلب، كما دخلت إلى القلب نفسه، فتدفق الماء والدم 3 . فقد كان يسوع مائتاً بلا شك قبل أن ينزلوه من على الصليب أو ربما قب لأن يُطعن بالحربه المُميته.
- كانت العادة أن يكسروا أرجل المصلوبين حتى يسارعوا موتهم من خلال عدم قدرتهم على التنفس وإختناقهم بسبب ثقل جسدهم، لكن الجنود المتمرسين والمحترفين في معرفة الموتى من الأحياء لم يكسروا أرجل يسوع لأنه قد مات. وبيلاطس نفسه سأل ليتأكد من حقيقة موت يسوع، قبل أن يصرح لهم بدفنه.
- لو حدث إغماء للمسيح وظهر بعدها للناس، لكان ظهوره أشبه بإعادة إحياء لبائس، لكن قيامة المسيح قد قلبت العالم رأساً على عقب. 4 \
نظرية الخطأ في القبر
تقول بأن التلاميذ قد أخطأوا في القبر الذي دفن فيه المسيح، وذهبوا وفتشوا عن جسد المسيح في قبر أخر وقد كان فارغاً.
معرفة مكان القبر موثقة في الكتاب المقدس، فقد راقبت النسوة مكان دفن يسوع، وعلموا أن هناك حجراً قد وُضع على باب القبر. "النساء القديسات لا ينظرن فقط أين، بل أيضاً كيف دفن ويتضح لدينا أنهن عازمات على العودة وعلى معرفة كيف يجدونه." 5 كما إنهم قد أخبروا التلاميذ بعد القيامة بكل ما حدث، وتحقق التلاميذ من القبر الفارغ، وقد كان هناك ملاك جالس على الحجر. 6 لو لم يكن هو قبر المسيح وإدعى التلاميذ بقيامة المسيح، لكان السنهدريم والرومان أخرجوا جسد يسوع من القبر الصيحيح حتى يثبتوا عكس إدعاء التلاميذ. 7
رابعاً: تطوير بولس لمفهوم القيامة
أراء بولس عن القيامة مستخرجة من اليهودية لكنه طور مفهوم القيامة في المسيحية بسبع طرق مدهشة وهي:
1- بولس آمن بانه يعيش في العصر الآتي (الإسخاتولوجي) الذي إبتدأ بقيامة المسيح.
2-تعليم بولس عن القيامة كان أكثر حدة من التعليم اليهودي، فكان تعليم بولس عن أهمية سلوك المسيحيين على ضوء القيامة من خلال التحول في الحياة.
3- طور مفهوم (دا12: 2-3) الذي يقول بإنارة المؤمنيين في الحياة الأبدية الى إنارة المؤمنيين في الحياة الحاضرة ليكون سلوكهم شهادة.
4- الله الخالق من خلال روحه أعطى نسمة الحياة للإنسان هو نفس الروح الذي أقام المسيح من الموت.
5- طور مفاهيم لغوية مثل التمييز بين(soma- sarks) ليشير الى إستمرارية مفهوم الجسم وعدم إستمرارية مفهوم الطبيعة الساقطة بعد القيامة.
6- طور مفهوم الدينونة (رو8: 3) كل من يؤمن بالمسيح لا يدان، وبنى على هذا الأساس مفهوم التبرير لكل شخص في المسيح.
7-إكثار إشارات القيامة عند بولس عن التعاليم اليهودية، بولس جعل القيامة محور كل شئ في المسيح مثل التبرير والتقديس والتمجيد..إلخ. 8
خامساً: قيامة المسيح لاهوتاً
المسيح والقيامة
- قيامة المسيح من الأموات كانت دليلاً قوياً على إثبات إلوهية المسيح وبنويته للآب (رو1: 3، 4) وذلك لسببين هما: أولاً لأن المسيح أقام نفسه بسلطان (يو10: 18)، لا يتناقض هذا القول عن مواضع أخرى في الكتاب المقدس، ذلك لأن ما يفعله الأب يفعله الابن أيضاً (يو5: 19). ثانياً: قيامة المسيح من الأموات كانت ختماً وتصديقاً من الله على أن المسيح هو ابن الله كما صرح بها المسيح أثناء حياته على الأرض(أع 13: 33). 9 فقديماً كان يُعرف المسيح بالنجار أو ابن مريم (مر 6: 3)، أما بعد القيامة فأثبت إنه ابن الله (أع 2: 36).
يشير كارل بارت في تعاليمه عن القيامة بأنها أعلنت المسيح جلياً بأن ابن الله، فأثناء وجود المسيح على الأرض كان لاهوته محتجباً في ناسوته، لكن عندما قام أثبت إنه ابن الله والمسيا(أع 2: 36)، حتى لتلاميذه الذين لم يكن مدركين لهذا السر، فبعد القيامة اتضحت طبيعة المسيح الإلهية أكثر (رو1: 4). 10 وجلوسه عن يمين الآب (أع 2: 33) يعني بأن له نفس المساواة مع الأب. 11
- إعلان أن المسيح هو المسيا المنتظر: بعدما قام المسيح من الأموات، بات واضحاً بأنه رجاء إسرائيل والمسيا المنتظر، وهذا ما أعلنه بطرس في عظته: " فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً وَمَسِيحاً." (أع 2: 36)، وإقامة الموتى، إحدى أعمال المسيا (يو 6: 40)، لذا نجدها تجيب الرب قبل إقامة لعازر: "...«نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، الآتِي إِلَى الْعَالَمِ».
- شركة لا تنفصل بين اللاهوت والناسوت: فبعد أن اتخذ المسيح جسداً على الأرض، حول هذا الجسد في كيانه الإلهي إلى جسد حي. وهذا الإتحاد بين اللاهوت والناسوت فتح باب الحياة لكل من يؤمن، لأنه غلب الموت وقام وصار باكورة القائمين من بين الأموات. 12 لكي يكون لنا فيه ومن خلال جسده الممجد دخول إلى قدس الأقداس. 13
لقراءة الجزء: الأول، الثانية، الثالث، الرابع، الخامس
- 1هي طائفة من طوائف الدين الإسلامي، لكن الأزهر يعتبرها بدعة.
- 2http://new.islamahmadiyya.net
- 3يقول الأطباء أن لدى المصلوب البائس ، يتبقى دم في القلب وان بفعل التعليق بالذات ، يتجمع سائل مصَلي حول القلب، بحيث يصبح بوسع ضربة رمح أن تجعل هذا السائل الشبيه بالماء يجري. أنظر: بيير بنوا الدومنيكي220.
- 4Norman L. Geisler, Ronald M. Brooks, When Skeptics Ask (Grand Rapids: Baker Books, 2208), 120, 121, 122, 123.
- 5بيير بنوا الدومنيكي، روايات الآلام والقيامة،218.
- 6جوش ماكدويل، 268.
- 7المرجع السابق، 269.
- 8N. T. Wright, 273,264.
- 9جوش ماكدويل، 214، 215.
- 10جرجس حنا الخضري، تاريخ الفكر المسيحي، المجلد الأول (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 357.
- 11Jean – Yves Lacoste, Encyclopedia Christian Theology, VOL. 1(New York: Routledge, 2005), 287.
- 12http://www.coptology.com/?p=511 seen in 19/ 9/2013 at 5: 55 pm.
- 13http://www.coptology.com/?p=2423 seen in 29/9/2013 at 6: 44 pm.