
القيامة >
هل قام المسيح حقاً؟ وماذا يعني هذا؟ (ج2)
إيليا شلبي
4/11/18 - ٥ دقيقة قراءة
ثانيا: قيامة المسيح تاريخاً
شهادة الوثائق المسيحية:
تعد شهادة الآباء الأولين الذين عاشوا وتتلمذوا على أيدي الرسل، والأجيال التالية لهم من أهم الشهادات وأقوها، خاصة وأن الكثير من هؤلاء الآباء قدموا حياتهم في مقابل ثباتهم وعدم إنكارهم لحقيقة تجسد المسيح وموته وقيامته.
يعرض ويلخص برنارد رام أصالة الاعتقاد في قيامة المسيح من الأموات في العصر الرسولي وما بعده، بهذا القول: بأن في كل من التاريخ الكنسي وتاريخ العقيدة نجد أن القيامة حقيقة ثابتة منذ العصور المبكرة. فيذكرها إكليمندس الروماني في رسالته إلى كورنثوس (95م). كما تذكرها وثائق التاريخ الكنسي المبكر خلال عصر الآباء، كما ترد في جميع قوانين الإيمان الرسولي ولم يعارضها أحد." 1
أغناطيوس (50- 115م): أسقف أنطاكية، سوري الأصل، وتلميذ الرسول يوحنا، وهو ثاني أو ثالث أسقف لكنيسة إنطاكية، وهو عاش إلى نهاية القرن الأول والسنوات الأولى من القرن الثاني. 2 يشير ماكدويل بأن أغناطيوس قال عن المسيح: " صُلب المسيح في ظل حكم بيلاطس البنطي، ومات فعلاً تحت بصر السماء والأرض وما تحت الأرض وقام في اليوم الثالث.... لقد أدانوه فصُلب بالحقيقة وليس وهماً أو خيالاً أو خداعاً. وبالحقيقة مات ودفن وقام من الأموات.(Ignatius ,IET, as cited in Roberts,. ANCL, 199- 203)" 3
(رسالة برنابا15: 9): هي رسالة تنسب إلى القديس برنابا، ويرجع تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي." لذلك نحن نحتفل، فرحين، باليوم الثامن الذي قام فيه يسوع من بين الأموات وفيه، بعد أن ظهر (لتلاميذه)، صعد إلى السماوات." 4
جاستن مارتر (100- 165م): هو فيلسوف وشهيد ومدافع عن الإيمان المسيحي، 5 يقول ماكدويل في كتابه " برهان جديد يتطلب قرار" أن مارتر قال: " ولد المسيح قبل مائة وخمسين عاماً أثناء حكم كيرينيوس، وعاش في زمن بيلاطس البنطي.(Martyr, as cited in Roberts, ANCL, 227)" 5
مؤرخين
كرنيليوس تاسيتوس: (حوالي 55- 120م)، مؤرخ روماني، لقب "المؤرخ الأعظم" 7 ، يقتبس جوش ماكدويل حديث له عن نيرون:
إن كان العون الذي يمكن أن يجيء من إنسان، وكل الهبات التي يستطيع أن يمنحها أمير، وكل الكفارات التي يمكن أن تقدم إلى الآلهة، لا يمكن أن تعفي نيرون من جريمة إحراق روما، ولكي يسكت الأقاويل اتهم نيرون الذين يدعون "مسيحيين" ظلماً بأنهم أحرقوا روما، وأنزل بهم أقصى العقوبات، وكانت الأغلبية تكره المسيحيين، أما المسيح- مصدر هذا الاسم- فقد قُتل في عهد بيلاطس البنطي حاكم اليهودية في أثناء سلطنة طيباريوس. ولكن هذه البدعة الشريرة التي أمكن السيطرة عليها بعض الوقت عادت وانتشرت من جديد، لا في اليهودية فقط حيث نشأ هذا الشر، ولكن في مدينة روما أيضاً. Annals XV, 44)). 7
الغريب في هذه السرد هو القول " هذه البدعة الشريرة التي أمكن السيطرة عليها بعض الوقت عادت وانتشرت من جديد، لا في اليهودية فقط...ولكن في مدينة روما أيضاً..." فيورد ماكدويل تعليق نورمان أندرسون: " بان هناك إشارة غير مباشرة واعتراف غير مقصود باعتقاد الكنيسة الأولى في أن المسيح الذي صلب قد قام من الأموات. (Anderson, JC, 20) 7
يوسيفوس: هو مؤرخ يهودي عاش في القرن الأول، قال في كتابه الآثار: " كان في ذلك الوقت رجل حكيم اسمه يسوع....وعندما أصدر بيلاطس الحكم عليه بالصلب... لم يتركه أحبائه الذين حبوه من البداية، إذ إنه ظهر لهم حياً مرة أخرى في اليوم الثالث، كما تنبأ أنبياء الله عن هذه الأشياء العجيبة المختصة به، وجماعة المسيحيين، المدعوين على اسمه، مازلوا موجودين حتى هذا اليوم. Josephus, AJ, 81.3.3))" 10
الأدب الربيني
يُذكر يسوع في كتابات الأدب الربيني 11 . ففي أحد النصوص التي يحذر فيها الرابي الشعب اليهودي من ضلالات المسيح: " إذا قال لك أحد ’أنا هو الله’ يموت؛ أو’ أنا هو ابن الله’ فسيندم في أخر المطاف". وإذا قال ’ سأصعد إلى السماء’ فإنه لن يفعل" وفي موضع، في حديث قيامته، ينتقد رابي شمعون بن لقيش كيف أن بلعام (يسوع) يعتبر أنه أحيا نفسه باسم الله." 12 يمكننا أن نستنتج من هذا النص، بعض الحقائق التي صرح بها المسيح أثناء حياته على الأرض والتي كانت أخبار متداولة بين الناس في هذه الفترة. ومن ضمن هذه الحقائق قيامته من الأموات.
لقراءة الجزء: الأول، الثانية، الثالث، الرابع، الخامس
- 1Bernard Ramm, Protestant Christian Evidences (Chicago: Moody Press, 1953), 192.
- 2Elgin S. Moyer, Who Was Who In Church History(Chicago: Moody Press, 1962), 209.
- 3جوش ماكدويل، برهان جديد يتطلب قرار: إجابات لأسئلة تتحدى المسيحيين في القرن الحادي والعشرين (القاهرة: دار الثقافة، 2004)، 219.
- 4ويلي روردورف، السبت والأحد في تقليد الكنيسة، ترجمة مارسيل هدايا (بيروت: جامعة الكسليك، 1982)، 22.
- 5جوش ماكدويل،، برهان جديد يتطلب قرار، 219.
- 6جوش ماكدويل،، برهان جديد يتطلب قرار، 219.
- 7جوش ماكدويل، برهان جديد يتطلب قرار، 152.
- 8جوش ماكدويل، برهان جديد يتطلب قرار، 152.
- 9جوش ماكدويل، برهان جديد يتطلب قرار، 152.
- 10جوش ماكدويل، برهان جديد يتطلب قرار، 220.
- 11ذُكر يسوع باسم " الناصري"، لكن توجد معضلة في فهم النصوص التي تتحدث عنه، ذلك لأن في ظل سيطرة الكنيسة على الدولة الرومانية، زادت مراقبة الكنيسة على الكتابات اليهودية بهدف تنقية الكتابات اليهودية من كل ما يسيء إلى المسيح، مما دفع اليهود إلى تغيير اسم "يسوع" إلى أسماء أخرى مثل (بلعال – فلان – بن سطدا – بن بنديرا – الرجل نفسه... وهكذا)
- 12 إميل عقيق، يسوع في الأدب الرابيني، يسوع التاريخي، تجميع: بولس الفغالي (بيروت: المكتبة البولسية)، 206، 207.