السؤال الرابع: هل توجد ثمة عناصر مشتركة بين الأساطير والقصة الكتابية للطوفان؟

أولاً: العناصر المشتركة بين الأساطير والقصة الكتابية للطوفان

  • بناء فلك ضخم لمواجهة الطوفان.
  • دخول الحيوانات إلى الفلك
  • شخصية محورية تلعب دور البطولة " نوح" بحسب قصة التكوين المشابهة لشخصية "أوتنابشتمأو أتراحاسيس " بحسب القصة السومرية، وشخصية" زيوسودر" بحسب القصة البابلية.
  • الفلك يستقر في النهاية على أحد الجبال.
  • إرسال غراب وحمامة للتأكد من نزوح المياه.
  • الإله يشتم رائحة الذبيحة فيرضى ويبارك.
  • علامة العهد (قوس قزح في التكوين ... قلادة عنق في جلجامش).

ثانيا:سمو القصة الكتابية للطوفان عن أسطورة جلجامش

  • البشر ليسوا عبيداً لله ولكنهم مخلوقين على صورة الله ذو كرامة وحرية ومحبوبين منه. وسر عقابهم بأنهم سلوكياتهم تشوه الصورة الجميلة التي خلقهم الله عليها.
  • الطوفان لم يكن الهدف منه العقاب بقدر استعاد النظام الذي قصده الله في الخليقة.
  • عندما قدم نوح ذبيحته لم يكن الهدف منها إطعام الآلهه الجوعانة بل كان تعبر عن شكر وتسبيح وخضوع للإله المخلص الذي يعتني بخلقته ويرضى عنها.
  • يهوه إله كلي القدرة ولا يحتاج " للنوم " لكي يأخذ قدر من الراحة أو ليستجمع قواه
  • بحسب رواية اتراهاسيس فأن الألهة الصغرى دبرت تمرداً على الألهة الكبرى ضد السخرى التي تفرضها عليهم الأهلة الكبرى ولحل المشكلة، تم خلق كائنات بشرية من بقايا الألهة الصغرى المقتولة في أثناء التمرد.هذه الأشكال زاد عددها وأصبحت مزعجة للآلهة فأصبحت عاجزة عن النوم.فقرر الإله "أنليل" إرسال طوفان للقضاء عليها.
  • سبب الطوفان انزعاج الألهة وانقطاع نومهم بسبب ضوضاء الناس. بينما سبب الطوفان في قصة التكوين شر الإنسان وعدم طاعة النظام الذي وضعه الله.
  • لم يستطع الآلهة السيطرة على قوة الطوفان الذي كاد أن يغرقهم فصعدوا إلى أعلى السماء " بينما في القصة الكتابية فأن الطوفان كان محكوما بمقدار معين من المياه وله هدف معين وهو اغراق كل ما هو حي وله عدد معين من الأيام لينتهي فيها بعد أن ينهي مأموريته.
  • إله واحد مقابل تعدد الآلهة: فبحسب الأساطير هناك إله يساعد البشر ويغضب إله أخر عندما يرى ناجيين من الطوفان.
    • بينما تؤكد قصة التكوين عن الإله الواحد الذي يعتني بالبشر. 1

الخلاصة

  • قصة الخلق الكتابية والطوفان تشترك مع قصص الخلق في الحضارة السومرية والمصرية والبابلية والأوغاريتية. كان الإسرائيليون مطلعين عليها نظراً لاتصالهم بالحضارات المصرية والأشورية والفينقية. قصص العهد القديم ليست مماثلة لتلك التي للشعوب المجاورة له، يوجد تشابه بين القصص الكتابية والأساطير ولكن هذا التشابه لا يصل إلى التماثل التام بينهما. ما فعله العهد القديم هو اقتباس للصور والأساليب الأدبية لتلك القصص الموجودة في الحضارات المجاورة ولكن بعد أن عدلها ونقحها لتقدم رسالة لاهوتية جديدة تعلن عن هوية الله والإنسان والعالم.

  • " فالكتاب المقدس باستلهامه من هذه الأساطير الكبرى، ولاسيما في روايات خلق العالم، يعيد التفكير فيها وفقاً لإيمانه بإله واحد يتدخل في تاريخنا ويريد أن يكون الإنسان حراً." 2 استخدم كتبة القصة الكتابية منهج " إعادة التأويل " أي أن كاتب القصة الكتابية اقتبس الكثير من عناصر قصته من التراث الحضاري والديني لحضارت الشرق الأدنى ولكن أعاد صيغة هذه القصص بما يتناسب مع منظوره اللاهوتي لله وبالتالي للخلق وتعاملات الله مع خليقته. 3

  • الاسلوب الاسطوري في الكتاب المقدس هو" وسيلة للتعبير" فالكاتب استعان بأفكار عصره ونظرته للكون ولكنه يرجع كل شيء لإرادة الله القديرة. 4 " كل هذه القصص الأسطورية في غاية الجدية، إنها تفكير البشرية الأولى. فلا عجب أن يكون الكتاب المقدس قد تبنى هذا المنهج للتعبير عن تفكيره الخاص، ولكنه قد حوله تحويلاً عميقاً." 2

  • لا يعد هذا انتحال (سرقة) للأدب وقصص الحضارات المجاورة لكنه انفتاح على الحضارات المجاورة وقدرة على التمثل بها. 6

لقراءة الجزء: الأول، الثاني، الثالث، الرابع

المراجع
  • 1قراءة في العهد القديم، الجزء الأول، ترجمة: بيوس عفاص (العراق: منشوارت مركز الدراسات الكتابية، 2003)، 38، 39.
  • 2 استيفان شربنتييه ، تعرف إلى الكتاب المقدس (بيروت: دار المشرق، 1989)، 25.
  • 3روبير بندكتي، التراث الإنساني في التراث الكتابي (بيروت: دار المشرق، 1990)،  35.
  • 4لويس خليفة، اللاهوت والتفسير البيبلي (بيروت: المكتبة البولسية).
  • 5 استيفان شربنتييه ، تعرف إلى الكتاب المقدس (بيروت: دار المشرق، 1989)، 25.
  • 6 لويس خليفة، اللاهوت والتفسير البيبلي (بيروت: المكتبة البولسية).